كان لي سؤال قديم ، يلح علي فيما كان يلح من اسئلة : لماذا خلق الله كل هؤلاء الناس مع أني لست في حاجة إلا إلى القليل جدا .. إلى أولئك الذين يحيطون بي ، و أحتك بهم في حياتي .
رسمت الناس دوائر كثيرة .. قريبة وبعيدة .. متقاطعة ومتماسة .. لأعرف أي علاقة تربطني بتلك الدائرة البعيدة جدا .. ربما وراء البحار البعيدة
فقط من أسبوع وأنا أقرأ تهذيب الأخلاق لابن مسكويه وجدت هذه العبارة .. فتذكرت السؤال . ربما لأنها أمثل إجابة له :
ولما كانت هذه الخيرات الإنسانية وملكاتها التي في النفس كثيرة ولم يكن في طاقة الإنسان الواحد القيام بجميعها وجب أن يقوم بجميعها جماعة كثيرة منهم ولذلك وجب أن تكون أشخاص الناس كثيرة وأن يجتمعوا في زمان واحد على تحصيل هذه السعادات المشتركة لتكميل كل واحد منهم بمعاونة الباقين له فتكون الخيرات مشتركة والسعادة مفروضة بينهم فيتوزعونها حتى يقوم كل واحد منهم بجزء منها ويتم للجميع بمعاونة الجميع الكمال الإنسي وتحصل لهم السعادات الثلاث التي شرحناها في كتاب الترتيب. ولأجل ذلك وجب على الناس أن يحب بعضهم بعضا لأن كل واحد يرى كماله عند الآخر ولولا ذلك لما تمت للفرد سعادته فيكون إذا كل واحد بمنزلة عضو من أعضاء البدن وقوام الإنسان بتمام أعضاء بدنه.
قد تكون ..