قالت ضاحكة : أنت شيطان!
قلت : محب!
قالت : ألم يقل هو قبلك : "محب! والمحب مهين*."
قلت : ذلك ظن الحلاج وما شهدهم، ولو شهد ذلك اليوم لما قال ذلك.
- ولم ؟
- لأن المحب رفيع؛ لم يكن يوما مهينا. إلا حين يكون محبوبه مهينا فذلك. أفيصح إذاً عذر الشيطان بالحب عن معصيته؟!
قالت متعجبة : المحب رفيع .. بصاحبه!
قلت : على قدر محبوبك يكن قدرك، والذين يحبون السماء يبنون لأنفسهم قدرا لا يعلوه قدر.
- وقدرُكْ ؟
- بعلو نفسكِ ورحابة سمائكِ.
- وقدري !
- بعلو من تحبين !!
- لو أنه أنت؟!
- أبعد من السماء يكون
- ومغرور أيضا !
- إنما يبدأ قدرك حيث ينتهي قدري .. وأنت رفعتني للسماء ، فأين إذا يكون قدرك إن لم يكن بعدها ..
..........................
* في طواسين الحلاج حوار منه هذا الجزء : قال له : ألا تسجد يا أيها المهين؟ قال : محب ، والمحب مهين، إنك تقول مهين، وأنا قرأت فى كتاب مبين، ما يجر علىَّ ياذا القوة المتين ، كيف أذل له وقد خلقتنى من نار وخلقته من طين ..