العقاب البدني للأطفال يسبب العنف في الكبر
لهنّ - العقاب البدني الذي يناله الأطفال في سن مبكرة له علاقة بنزعات العنف في الرشد، وكأن العنف رد فعل على ما ناله الأطفال من آبائهم في الصغر. هذا ما أظهرته العديد من الدراسات التي تؤكد أن الإساءة تولد الإساءة، وأن العنف يولد العنف، وأن الطفل الذي يعامل بوحشية وعنف في طفولته يسعى للانتقام في الكبر لارتكاب جرائم عنف، وأن إساءة معاملة الآباء للأطفال ترجع إلى ما عاناه هؤلاء الآباء في طفولتهم من ألوان الحرمان.
وأوضح الدكتور محمود رشاد، أستاذ طب الأطفال بجامعة الأزهر، في حديثه مع صحيفة "الشرق الأوسط" أن دراسة محلية حديثة أكدت تعرض 21% من الأطفال السعوديين للإيذاء بشكل دائم، وتفشي ظاهرة إيذاء الأطفال في المجتمع السعودي بشكل عام، حيث اتضح أن 45% من الحالات تتعرض لصورة من صور الإيذاء في حياتهم اليومية، ويمثل الإيذاء البدني نسبة 25.3%، وغالبا ما يكون مصحوبا بإيذاء نفسي.
وأكدت نتائج الدراسة أن إيذاء الأطفال يحدث بصورة أكبر في الأسر ذات الدخل المنخفض والأسر الفقيرة، وتشير النتائج إلى أن أكثر الفئات تعرضا للإيذاء هي الفئة التي يقل دخل الأسرة فيها عن ثلاثة آلاف ريال بنسبة 29.5.
العنف والحياة العصرية
جاءت ظاهرة العنف الأسري نتيجة للحياة العصرية، حيث إن قضايا العنف الأسري كانت في مرحلة ما قبل التنمية أقل بسبب نمط الأسرة الممتدة التي يوجد فيها الأب والأم والأبناء وأبناء الأبناء وزوجات الأبناء، وهذا هو النمط الذي كان سائدا في ذلك الوقت. وفي ظل هذه الأسرة، تكون السلطة الأسرية موزعة على الأفراد بطريقة شبه متساوية، الأمر الذي يشكل حماية لأفراد الأسرة من تسلط شخص واحد، وإذا حصل اعتداء من شخص من أفراد الأسرة على آخر، فسوف يجد المعتدى عليه مصادر كثيرة للدعم والمساندة الاجتماعية، فيسهم ذلك في تخفيف مصابه.
كما أن الحياة في زحام المدينة واشتداد المنافسة على فرص العمل وازدياد الاستهلاك مع ضعف الموارد وانخفاض الدخول وتراكم الديون على الأفراد وعجزهم عن تلبية متطلباتهم الأساسية وضعف الروابط الأسرية، كلها مجتمعة تعد المنبع الذي ينبع منه نهر العنف الأسري.
إن العنف ضد الأطفال من المظاهر الاجتماعية الخطيرة التي تجب السيطرة عليها نظرا لعواقبها التي لا تؤثر على مستقبل الطفل فقط بل تؤثر على مسار المجتمع بكامله وللأسف أن مثل هذه المشاعر قد تتفاعل وتتعقد أكثر في المستقبل إن لم تعالج أولا بأول.
لمنع الإساءة
إساءة معاملة الأطفال هي عبارة عن حلقة تتكرر جيلا بعد جيل، فالطفل الذي تعرض لصدمة إساءة المعاملة يمكنه تكرار النموذج في الرشد، وبذلك ينقل إساءة المعاملة للجيل القادم. والطريقة الوحيدة لإيقاف هذه السلسلة هي العمل مع الآباء، والقائمين على رعاية الأطفال ممن يحتاجون لمساعدة.
إن علاج المشكلة ينبغي أن يتم من خلال مؤسسات اجتماعية متخصصة تهتم وتعمل على إجراء الدراسات والبحوث للوقوف على حجم المشكلة وتحديد العوامل المؤدية إليها ومعرفة أفضل الطرق للتعامل معها، بالإضافة إلى توفير الرعاية الصحية والنفسية لهذه الفئة وأسرها. أما الجانب العلاجي لهذه المؤسسات فينبغي أن يهدف إلى حماية هؤلاء الأطفال وتوفير جميع أوجه الدعم والمساعدة والرعاية العلاجية المتخصصة.
يستطيع اخصائيو الصحة العقلية وآخرون منع إساءة معاملة الطفل عن طريق:
- تأسيس برامج تعليمية لتدريب القائمين على الرعاية الأبوية الجيدة وامتلاك المهارات.
- زيادة وعي الأفراد ببدائل سلوكيات الإساءة، وبذلك يمكنهم البحث عن المساعدة لتقويم أطفالهم من دون اللجوء لإساءة معاملتهم.
- تثقيف أفراد الجمهور حول إساءة معاملة الأطفال ليتمكنوا من الإبلاغ عن حالات الإساءة بحيث يمن التدخل بشكل مبكر.
- إقامة علاقة ثقة مع الأطفال بحيث يتمكن الطفل من الإخبار عن سوء المعاملة بشكل مريح.
طفلك العنيد
العند أحد السلوكيات التى توجد لدي كثير من الأطفال نتيجة التنشئة الاجتماعية الخاطئة أو بعض المعايير التربوية التى لا يضعها الآباء فى الحسبان ، ويؤكد الخبراء أن الطفل لا يولد عنيداً ولكنه يقلد الكبار خاصة الوالدين ، وعندما يشاهد الحوارات اليومية بين الأب والأم التي يتشبث فيها كل منهما برأيه ويبتكران الكثير من الأساليب لعناد الآخر، يقلدهما حيث يبدأ بعناد أشقائه ثم زملائه في المدرسة ومن ثم والديه.
العناد ظاهرة سلوكية منتشرة بين الكثير من الأطفال، يرفض خلالها الطفل طاعة الأوامر من كل المحيطين به ، وإن فعلها فبعد تسويف وتأجيل وشد وجذب ، وإليكِ طرق تمكنك من التعامل مع طفلك العنيد ليصبح التعامل معه أكثر سلاسة بحسب جريدة "القبس" .
تجنبي الإحراج-
إن كان طفلك عنيداً ، يجب أن تتوقعي منه أن يسبب لك الإحراج في الأماكن العامة، كوني واضحة جدا حول السلوك الذي تتوقعينه منه، على سبيل المثال عندما تصطحبينه معك إلى الجمعية وترفضين شراء الآيس كريم له لأنه مصاب بالبرد، يجب أن تتوقعي منه أن يقوم بعمل جلبة وضجة وفوضى داخل المكان، في الوقت نفسه يجب أن تكوني جاهزة بالتصرف الذي ستقومين به في هذه الحالة.
توقعي ذكاءه
بعض الآباء والأمهات يعتقدون أن الأطفال لا يمكنهم فهم وجهات نظر الكبار، لكن الواقع يؤكد عكس ذلك ، فالطفل ذكي، وسيفهم الأمر اذا شرحناه له بطريقة هادئة تناسب سنه. فعندما تطلبين من طفلك العنيد الكف عن سلوكه، يجب أن تنتقي طريقة الحديث معه.
لا تلقي إليه الأوامر وانتهى الأمر، بل اشرحي له المغزى من وراء ما طلبت منه بهدوء وسيتفهم، فبدلا من أن تقولي له "أغلق التلفزيون في هذه اللحظة قولي له «حان موعد النوم وستذهب إلى المدرسة غدا وينبغي أن تكون في السرير الآن" عندما تشرحين لطفلك السبب من وراء أوامرك سيتفهم الأمر ويطيعه.
مهلة تتبعها العواقب-
من أفضل الطرق التي تحد من سلوك الطفل العنيد هي منحه مهلة لكي يتوقف عن التمادي في العناد، عندما يرفض الانصياع لكل ما تطلبين منه، امنحيه مهلة على غرار "سأعد إلى ثلاثة وعليك أن تتوقف عن مضايقة أختك"، أو "سامنحك ثلاث دقائق لإغلاق الكمبيوتر" ومن المهم أن تربطي منحه للمهلة بالعواقب التي تنتظره مثل "لن نذهب إلى السينما في نهاية الأسبوع".
لا للعنف-
القسوة والإهانة لعقاب الطفل على العناد من أفشل الطرق التي يمكن أن ترده إلى الطريق الصحيح، لأنها تعني فشل الكبار في تصحيح مسار الطفل العنيد ، كما أن استخدام العنف قد يفاقم من عناده، لأنه سيتشبث بالعناد كأسلوب يتحدى به طريقة معاملته الفظة، فأفضل طريقة للتعامل مع الطفل العنيد هي عدم التصعيد معه وإنما التعامل مع الأمر ببعض الصبر والحكمة والهدوء.
الحزم مطلوب -
من المهم التعامل مع الطفل العنيد بحزم، فعندما يرفض إطاعة الأوامر يجب أن يعرف أن هناك عواقب في انتظاره في المرة القادمة، كوني واضحة معه في توضيح العواقب التي تنتظره في المرة القادمة، ويجب أن تتأكدي من أن طفلك يعي أنه إن خالف القاعدة سيكون هناك عقاب، تنبهي إلى أنه سيضعك تحت الاختبار، فدعيه يأخذ تهديدك على محمل الجد.
حلول -
من أفضل الطرق للتعامل مع الطفل العنيد الوصول معه إلى حلول وسط ، عندما يشاهد التلفزيون وتطلبين منه الذهاب إلى السرير، فيرفض وتلجئين الى القوة لإجباره على النوم، سيقوده عناده للبقاء مستيقظا طوال الليل، بدلا من ذلك جربي حلا وسطا، قولي له "سأمنحك 10 دقائق إضافية وبعدها تذهب الى النوم".
مكافأة السلوك الجيد -
إن كنت تعاقبينه عندما يعاند ويرفض طاعة أوامرك فيجب مكافأة سلوكه الجيد، المكافأة سلاح فعال لتغير سلوكياته السيئة وتعزيز السلوك الجيد ، عندما يفعل طفلك العنيد الشيء الصحيح امدحي سلوكه وقدمي له مكافأة، وسيفهم انه تجري مكافأته على طاعته وعدم تحدي أوامر والديه. وقبل أن يلجأ إلى العناد سيفكر أكثر من مرة لكي لا يحرم من المكافأة على سلوكه الجيد.
توجيه سليم -
لا يجب التعامل مع الطفل العنيد على أنه كابوس دائما فقد يكون العناد ميزة ، فالطفل العنيد يتمتع بشخصية قوية، والعناد يمنحه القوة في مواجهة الكثير من المواقف الصعبة، كمواجهة المتنمرين في المدرسة مثلا أو في الشارع ، كما أنه قد يكون أكثر قدرة على التعلم والتقدم الدراسي ، فهو أكثر تركيزاً وأسرع في الاستيعاب ،المهم هنا هو دور الأسرة في كيفية التعامل مع عناد الطفل وتوجيهه الوجهة السليمة.
لذى يتوجب علينا الاعتناء يالاطفال و نعاملهم معاملة جبدة..........
وشكرا