" ما كان أشد ثقل هذا السر علي ، وقد حملته وحافظت عليه زمننا . وكثيرا ما كنت استجمع شجاعتي وأذهب إليك وأنا أنوي أن أكشف لك سري ولكن شجاعتي كانت دوما تتخلى عني . كنت أعتقد أنني أناني في رغبتي وكنت أخشى أن أكون متمثلا سعادتي أنا فقط أمام عيني . وكنت أتردد نتيجة لهذا الاعتقاد وكنت أفكر في أنني ما دمت لم أصبح بالنسبة إليك ، ما أصبحت أنت بالنسبة إلي ، فإن محنتي كانت ستعكر صفوك . وكنت سأفقد ما نلته ، اعني صداقتنا الاخوية النقية . ثم كانت لحظات ستمر علي يبرز فيها أملي من مكمنه وتبدو لي السعادة التي كنا نستطيع أن نمنح أنفسنا إياها ، أسمى من كل الاعتبارات ، ويلوح لي فيها أن السعادة من العظمة بحيث ينبغي أن اضحي من أجلها بكل ما عداها . كان من الممكن أن تنعمي بالسعادة بدوني ولم يكن من المحتمل قد أن تعاني الشقاء بسببي . كان هذا هو احساسي القوي . وعليه بنيت آمالي بعد ذلك . كان من الممكن أن تهبي نفسك شخصا آخر . ولكن ليس هناك إنسان يمكن أن يحبك حبا أكثر صفاء ورقة من حبي . ليس هناك إنسان يمكن أن تكون سعادتك بالنسبة له أكثر قدسية مما كانت وستكون بالنسبة إلي . غنني أهبك كل كياني . كل ما في نفسي . كل شيء .. وأنا عندما أسعى إلى السمو بنفسي فأنا إنما أفعل ذلك لكي أكون أكثر جدارة بك ولكي أتمكن من اسعادك أكثر . إن عظمة النفوس رباط جميل وثيق من الصداقة والحب . إن صداقتنا وحبنا سيكونان رباطين وثيقين لا ينقطعان وسيكونان خالدين مثل المشاعر التي يقومان عليها ..
إنني مشتاق إلى لحظة هادئة أصف لك فيها كل أحاسيس قلبي التي أسعدتني واشقتني في هذا الوقت الطويل الذي تملك فيه الشوق نفسي . وما أكثر ما أريد أن أقوله لك . ... إنني من زمن طويل لا أتصور المباهج في شكل غير صورتك .. "
" لقد قلت لك إن سعادة حياتي رهن بتفكيري في أنني في هذه الدنبا من أجلك
من رسائل شيللر ..